الحذر من إيذاء المسلمين في طرقهم
الحذر من إيذاء المسلمين في طرقهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله مغيث المستغيثين، ومُسبل النعم على خلقه أجمعين، عظم حلمه فستر، وبسط يده بالعطاء فأكثر، نعمه تترى، وفضله لا يحصى، إليه وحده ترفع الشكوى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المطلع على السر والنجوى، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أصدق العباد عبادة وأحسنهم قصدا، وأعظمهم لربه خشية وتقوى، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم واتبع طريق التقوى أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن تلوث البيئة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال " لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس " رواه مسلم، ومما ينبغي مراعاته الحذر من إيذاء المسلمين في طرقهم، وخصوصا أولئك الشباب الصغار.
الذين يذهبون ويسافرون لرؤية الأودية والشعاب وهي تجري بالماء، فيقلب بعضهم ساعات الفرح والمتعة إلى فجائع ومصائب وأحزان دائمة، بتهور مجنون، ومغامرات لا تحسب عواقبها، فمنهم من يغامر بقطع الأودية بسيارته لإظهار قدرته على القيادة في الأماكن الخطرة، أو لينال إعجاب من ينظرون إليه خصوصا في ظل التوثيق والتصوير، وبثها في وسائل التواصل الإجتماعي، فيعلق ويغرق ويهلك، ومنهم من لا يكفيه أن يخاطر بنفسه حتى يخاطر بغيره، فيأخذ أصحابه أو أهله في سيارته ليقطع بهم واديا يجري، فيجرفهم السيل، حتى يغرقهم، وكذلك صعود كثبان الرمل المرتفعة بتهور، مما يعرض صاحبها إلى خطر الحوادث المميتة، أو الإعاقات المستديمة، ومما ينبغي مراعاته أيضا هو الحذر من الإسراف في المشرب والمأكل، ثم إهانتها بإلقائها في الأرض.
بحجة أن البهائم والطيور تأكلها، ومنها الإلتزام بعدم إشعال النار إلا في الأماكن المسموح بها، والإلتزام بإطفائها عند مغادرة المكان، فالنار خطيرة، وكم حصل من الكوارث بسبب إشعال النار في أماكن غير مناسبة، أو تركها مشتعلة عند المغادرة من غير إطفاء لها أو دفن، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال " إحترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فحُدّث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم، قال إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم " متفق عليه، ومجمل القول أيها الفضلاء هو الحذر كل الحذر من أذية إخوانكم مرتادي المتنزهات والبراري بأي نوع من أنواع الأذى وتذكروا قول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " من آذى المسلمين في طرقهم، وجبت عليه لعنتهم " رواه الطبراني، فيا أيها المؤمنون أمر ديننا الحنيف بالحرص على الزرع.
ولو قامت القيامة، يعني ولو ظهرت علاماتها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل " رواه أحمد، وليس هناك حث وترغيب وتشجيع على الغرس والتشجير، أقوى من هذا الحديث لأنه يدل على الطبيعة المنتجة والخيرة للإنسان المسلم، فهو بفطرته عامل معطاء للحياة، ولقد بيّن لنا العلم الحديث أن التشجير له فوائد أخرى غير ما عرفه الناس قديما من الثمر والظل، والتمتع برؤيتها، وتخفيف الحرارة، وغيرها مثل المساعدة في حفظ التوازن البيئي، وإمتصاص الضوضاء، ومقاومة الآثار الضارة للتصنيع على البيئة، أو التخفيف منها على الأقل، وفي مقابل ذلك نهى ديننا العظيم عن قطع الشجر، إذا كان لغير حاجة، خصوصا في ظل أنظمة الدولة الصارمة التي تجرم قطع أي شجرة في أي مكان.
ورتبت عليه غرامات شديدة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قطع سدرة صوّب الله رأسه في النار" رواه البيهقي، وأبو داود، وقال أبو داود معلقا يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل، والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها، صوّب الله رأسه في النار"
التعليقات الأخيرة