• مصر
  • الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
  • أخر تحديث 01:59:44 AM
news-details
مقالات

الجدال داء خطير في جسد المجتمع

الجدال داء خطير في جسد المجتمع

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لك يا رب العالمين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن الجدال، وعواقب الجدال، وكان السلف الصالح يحذرون من الجدال في القرآن فها هو عمر رضي الله عنه يقول لزياد بن حدير "هل تعرف ما يُهرم الإسلام؟" قال قلت لا، قال "يهرمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة الضالين" وكما قال رضي الله عنه أيضا "إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن، فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله" رواه الدارمي وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لإياس بن عمر رحمه الله "إنك إن بقيت سيقرأ القرآن ثلاثة أصناف فصنف لله، 




وصنف للجدال، وصنف للدنيا، ومن طلب به أدرك " رواه الدارمي، فإن من أقبح مظاهر الجدال والمراء وأبشع صوره ما يكون في سلب حقوق الناس والسطو عليهم حيث قال صلى الله عليه وسلم موضحا خطر ذلك "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار" رواه البخاري، فيا معاشر المسلمين إن علاج هذا الداء الخطير في جسد المجتمع وأفراده يكمن في تربية النفس على مرضاة الله ومحابه ومعرفته، والقيام لله بإمتثال أوامره والأمر بها وإجتناب نواهيه والتحذير منها، وإحياء مبدأ التعاون بين المربين على تهذيب سلوك تلاميذهم، وكذا بين الوالدين لحسن تربية أولادهم على التجرد للحق والسعي في معرفته وتحصيله. 




وكذلك التربية على إحترام الآخرين وتقديرهم والإبتعاد عن مجادلتهم بغير الأسلوب الأمثل وتربيتهم على الإعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق، فتأملوا أيها المسلمون لتبتعدوا عن المراء والجدال ولتهجروا مجالسه وأهله فإنه من أقبح الخصال، واعلمويرحمكم الله أن الجدال المذموم هو الجدال المبني على التعصب والرياء والرغبة في الغلبة، وليس على العلم أو الحق، ويتميز بالدفاع عن الباطل أو إثباته أو إيصال الناس إليه أو تقديمه عن جهل وسوء خلق، ومن خصائصه الأساسية هو أنه يؤدي إلى العداوة والشقاق واللجاجة، وقد يكون مدفوعا بالكبر والغرور وحب الظهور، ومن خصائص الجدال المذموم هو القصد الباطل وهو الدفاع عن الباطل أو إيصاله، أو الجدل لمجرد الجدل، وأيضا الجهل وسوء الخلق، حيث أنه هو الجدال دون علم أو بصيرة. 




مع غضب وتعصب للرأي، ومن خصائصه هو الغلبة والرياء الهدف هو مجرد الفخر والظهور والتغلب على الخصم لا إظهار الحق، وأيضا التعصب للرأي وهو الإصرار على الرأي حتى لو كان خطأ، مع الغضب عند دحضه، ومن آثاره السلبية هو أنه يؤدي إلى العداوة والشقاق والكذب وتضييع الوقت، ومن أسباب الجدال المذموم هو الكبرياء والغرور وهو رغبة الشخص في إظهار علمه وقدره، وكذلك التعصب للرأي وهو التمسك بالرأي حتى لو كان خاطئا، وأيضا حب الجاه والتعزز بالفضل والسعي وراء القبول والتقدير من خلال الجدال، واعلموا يرحمكم الله إن ترك الجدال والمراء والخصومات محمود شرعا، وخاصة إذا كان ذلك في الدين ومع أهل الأهواء والبدع وقد وردت في ذلك بعض الأحاديث والآثار منها قول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم.



"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" رواه أبو داود، والمراء الجدال، وقد كان السلف الصالح يحذرون من ذلك، فقال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة عن منهج أهل السنة " وترك المراء والجدال في الدين، وترك كل ما أحدثه المحدثون" أما الدعوة إليه أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الحق لبيان الحق لا لمحض الجدال والمغالبة فإن ذلك مطلوب ليس مذموما، ولكن ينبغي أن يكون بالأسلوب الأفضل، كما أرشد القرآن الكريم إليه " بالحكمة والموعظة الحسنة " وهكذا كان أسلوب النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم مع كل من يدعوه من قريش وغيرهم كما هو معلوم.

يمكنك مشاركته عبر

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا