رحلة إلى النور
رحلة إلى النور
بقلم
محمد ابراهيم الشقيفي
رغم بأس الأهوال، وأحوال النفس المتقلبة، بين أدغال الغابة الوعرة، حتماً لا بد من بادرة أمل طيبة، تشبه أشعة الشمس الدافئة، عندما يتساقط قطر الصقيع، على الأغصان التي أوشكت، أن تكون مشذوبة الأوراق، ومسلوبة الزهو، عندما تشتد الأزمات.
نقطة التحول، فى الحياة تبدأ حينما يستطيع الفن أن يشق درب الأشواك، بألوانه المتجانسة،اخرجت لنا فكرة تشبه تغريدة الأطروحة بين الزهور، رحلة إلى النور، والتي جسدت ملحمة التحدي، التي صورتها الفنانة التشكيلية ميرفت دياب، لقد نجحت في إنشاء ممر يتوسط الأدغال، وكأنها تفتت حاجز الصخر ، وتصور لوعة الإبحار رغم صعوبة جبال الالتقاء بجبال الجليد، دون اصطدام ، صدرت لنا كيف تحلق الطيور في رحلة من الكفاح، باحثة عن الذات.
هذه الأعجوبة الفنية، تعكس سكينة النفس، حينما تبصر العين، ضوء يقبل عليها من بعيد، وكأنها تترك رسالة للعقول مظلمة البصيرة، عبر تراكيب الألوان، فيغمر اللون الأخضر موج اليابس، فى انسيابية المشهد، واستطاعت الفنانة أن تصدر رغم الوجع ، الإحساس برونق الأمل و هو يتجدد، رغم قسوة المحن ، بينما السير إتجاه الضوء، يعد دلالة رمزية، و مجازاً بلاغيا ، يوصف درة السعي ، التي تبرز الصفاء والنقاء ، التي يتشكل منهما النور الداخلي.
وبكل تأكيد أجزم بأن هذه اللوحة، ماهي إلا سيمفونية شعر، تعزف بين اهداب الظلمة، و كيف تعاد التراكيب الإبداعية للعزالة، بعد أن يمضي الشعور الشارد، إلى درب السكينة فى رحلة زاهية، تطلق عليها الأفئدة طريق النور.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفي
التعليقات الأخيرة