حشدتهم الإمارات لتعويض الفاقد في صفوف الجنجويد،،
المرتزقة الجنوبيون،، تجارة الموت..
الفاشر تتحول إلى ساحة للفوضى تفاقم من معاناة السكان والنازحين..
مناوي: الخسائر جسيمة، وسقوط الفاشر يعني سقوط الجنوب..
تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى حرب تهدد السلم والأمن الأفريقي..
أمدر تايمز " تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
كشفت مصادر ميدانية وعسكرية متطابقة عن مشاركة مرتزقة من دولة جنوب السودان في المعارك الدائرة بمدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، إلى جانب ميليشيا الدعم السريع التي لجأت في الآونة الأخيرة إلى الاستعانة بمقاتلين أجانب لتعويض النقص في صفوفها، من بينهم عناصر قادمة من جنوب السودان، وذلك في ظل تصاعد الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عامين واستمرار المواجهات العنيفة على أطرافها، وتأتي هذه التطورات في وقتٍ حذّر فيه مراقبون من أن استقدام مرتزقة من دول الجوار يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي السوداني وللاستقرار الإقليمي على السواء، مؤكدين أن مشاركة عناصر أجنبية في النزاع الداخلي تنذر بتوسيع رقعة الصراع وتحويله إلى حربٍ بالوكالة تتجاوز حدود السودان، ومن المنتظر أن يثير هذا الملف جدلاً واسعاً خلال الأيام المقبلة، لا سيما بعد التحذيرات التي صدرت من قيادات سودانية بارزة بشأن خطورة التورط الجنوبي في الحرب وتأثيره على العلاقات بين الخرطوم وجوبا.
مرتزقة أجانب:
ومنذ أكثر من عامين، تعيش الفاشر واحدة من أعقد وأطول فصول الحرب في السودان، حيث فرضت ميليشيا الدعم السريع حصاراً خانقاً على المدينة واستهدفتها بهجمات متكررة عبر القصف المدفعي والصاروخي باستخدام الطائرات المُسيَّرة، في محاولة لانتزاع فاشر السلطان من قبضة القوات المسلحة والقوة المشتركة، وقد استعانت ميليشيا الدعم السريع بمرتزقة أجانب من عدة دول قامت بحشدهم دويلة الإمارات من عدة دول على رأسها تشاد، أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، وجنوب السودان، بالإضافة إلى كولومبيا، حيث تحاول الميليشيا المتمردة تعويض الانهيار المتكرر في صفوفها، وقد أدى هذا التورط الأجنبي إلى تفاقم معاناة السكان وازدياد أعداد النازحين، بينما تحولت مدينة الفاشر إلى ساحة فوضوية لاستنزاف بشري ومادي غير مسبوق.
مناوي مغرداً:
وفي خضم هذه التطورات، وجّه حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي نداءً صريحاً إلى حكومة دولة جنوب السودان لوقف مشاركة مواطنيها في الحرب الدائرة، محذراً من مغبة استمرار هذا النهج الذي سيحلق ضرراً بالغاً بمصالح جوبا قبل الخرطوم، ودعا مناوي في تغريدة له على منصة" X " قيادة دولة جنوب السودان، أن تعي الحقيقة التي تفيد أن الدعم السريع قد أنهى مقاتليه، واليوم من يقاتل هم الجنوبيون"، وأن الخسائر جسيمة، وسقوط الفاشر يعني سقوط الجنوب"، وكانت مصادر ميدانية أكدت وجود مستشفى إماراتي في شمال دولة جنوب السودان يتلقِّى فيه جرحى ميليشيا الدعم السريع علاجاتهم، الأمر الذي يعزز الشكوك حول وجود تنسيق إقليمي منظم لإطالة أمد الحرب في السودان.
جدية ومسؤولية:
ويشدد خبراء عسكريون على ضرورة تحرك الحكومة السودانية، سياسياً ودبلومسياً للتعامل مع هذا الملف بقدرٍ عالٍ من الجدية والمسؤولية، عبر التحرك الدبلوماسي العاجل تجاه جوبا وطرح القضية في المحافل الإقليمية والدولية، خاصة في فضاءات الاتحاد الأفريقي، ومنظمة الإيقاد، مع ضرورة تفعيل الآليات الأمنية والاستخبارية لمراقبة الحدود الجنوبية ومنع تسلل المقاتلين الأجانب، كما دعا مراقبون إلى ضرورة بناء تنسيق إقليمي مع دول الجوار لتجفيف منابع تجنيد المرتزقة وقطع خطوط الإمداد، بالتوازي مع دعم جهود الجيش السوداني في حماية الحدود واستعادة السيطرة على المناطق المتاخمة لدولة جنوب السودان.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر،، يبقى انخراط مرتزقة من جنوب السودان لدعم وإسناد تمرد ميليشيا الدعم السريع التي أشعلت ثقاب الحرب في السودان، يمثل مؤشراً خطيراً يضع المنطقة على شفا حفرة من نار صراع يعبر الحدود ويهدد الأمن والسلم الإقليمي، فاستمرار مشاركة هؤلاء المرتزقة الجنوبيين من شأنه أن يعمّق حالة عدم الثقة بين الخرطوم وجوبا، ويقوض فرص التعاون الأمني والاقتصادي، قبل أن يفتح الباب أمام تحالفات مريبة بين ميليشياتٍ محليةٍ وقوى خارجية، الأمر الذي ينذر بخلق بؤر توتر جديدة تمتد من دارفور حتى أعالي النيل، ومن هنا فإن الحاجة تبدو ملحةً لتحركٍ إقليميٍ عاجل يوقف نزيف الدم السوداني ويمنع تحوّل الإقليم إلى ساحة مفتوحة للمرتزقة والمصالح المتقاطعة.
Omdertimes.com
التعليقات الأخيرة