مراقبة الأفكار وتنقية العقل
مراقبة الأفكار وتنقية العقل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله، الحمد لله بارئ النسم، ومحيي الرمم، ومجزل القسم، مبدع البدائع، وشارعِ الشرائع، دينا رضيّا، ونورا مضيّا، أحمده وقد أسبغ البر الجزيل، وأسبل الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبد آمن بربه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحزبه صلاة وسلاما دائمين ممتدين إلى يوم الدين أما بعد جاء في المصادر الإسلامية الكثير عن خطوات إجرائية للتفكير الإيجابي وعقلية العلم وتجنب التفكير السلبي وعقلية الخرافة، ومنها التعود على الإستعاذة والإستعانة بالله، فعند مواجهة أي موقف محبط أو صعب قل " أعوذ بالله من العجز والكسل والهم والحزن" فهذا يرسخ في النفس أن القوة ليست بالإعتماد على الذات وحدها، بل بالإعتماد على الله تعالي.
وكما منها مراقبة الأفكار وتنقية العقل، وحاول إكتشاف أي أفكار سلبية أو مدمرة قبل أن تتغلغل، وأيضا تحويل الفكر السلبي إلى إيجابي، وإستبدال عبارة لا أستطيع بعبارة سأحاول، وأستعين بالله، وأيضا العمل والحرص على ما ينفعك، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " إحرص على ما ينفعك، وإستعن بالله ولا تعجز" والتركيز على العمل وإنتاج النتائج الواقعية يحد من الإنغماس في السلبية، ومنها ضبط الإنفعالات، فعند الغضب أو الإحباط، اتبع خطوات إدارة الغضب ونها الصمت، وتغيير الهيئة، والإبتعاد مؤقتا والوضوء، ثم التعامل بهدوء، وأيضا التفاؤل والمناجاة الذهنية الإيجابية، وإحاطة النفس بالبيئة الداعمة، وصحبة المؤمنين الإيجابيين، وقراءة كتب ومقالات محفزة، والإستماع إلى نصائح فاضلة، فالبيئة الإيجابية تساعد على تعزيز التفكير البناء.
وتقليل التشاؤم، فهذه هي صحابية جليلة بشرها الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم أنها رفيقته في الجنة، وإن الحديث عن هذه الصحابية الجليلة إنه حديث مؤثر، وحديث شائق وجميل، يسر النفوس والعقول، فلو ذكرنا الزوجات الوفيات كانت هذه الصحابيه فى المقدمه، وإن تحدثنا عن السبق إلى الإيمان بالله ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، كانت هذه الصحابيه الجليله من الأوائل، وإن عددت المجاهدات اللواتي دافعن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا تحدثت عن أهل العبادة والطاعة لله عز وجل، وجدتها عابدة قانتة، وإذا سألت عن العلم والحديث النبوي الشريف، وجدتها راوية متقنة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأية امرأة هذه التي حازت كل خصال الشرف؟ فهى صحابيه ذات جد وإجتهاد، وصوم ونسك وإعتماد، فهى صحابية من الأنصار.
من الذين وصفهم الله تعالي في القرآن الكريم بقوله " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" فهي صحابيه جليله من بني النجار الكرام أخوال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذين نزل في ديارهم في المدينة المنورة عند هجرته الشريفة، إنها الصحابيه أم عمارة الفاضلة المجاهدة، وهى أم السيدة عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية وهى صحابية جليله من الخزرج، والأوس والخزرج وهما قبيلتان من قبائل مازن بن الأزد، وقد هاجرت إبان إنهيار سد مأرب، لتستوطن يثرب أو ما يعرف اليوم بالمدينة المنورة في الحجاز، وقد إشتهرت هاتين القبيلتين بالأنصار لأنهم من نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم، بالمؤاخاة بينهم وبين المهاجرين، وهم اليوم يلقبون بالأنصار، وقد شاركت السيده أم عماره، في عدد من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعض معارك حروب الردة، وهى سلسلة من الحملات العسكرية، التي شنها المسلمون على القبائل العربية التي إرتدت عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك خلال الفترة الممتدة بين سنتي الحادى عشر والثانى عشر من الهجره، وقد إرتد العرب في كل قبيلة، بإستثناء أهالي مكة والمدينة المنورة والطائف والقبائل التي جاورتها، وقد وُصفت هذه الحركات من الناحية السياسية بأنها حركات إنفصالية عن دولة المدينة المنورة التي أسسها النبي صلى الله عليه وسلم، وعن قريش التي تسلمت زعامة هذه الدولة بمبايعة أبي بكر الصديق بخلافة المسلمين، وهي عودة حقيقية إلى النظام القبلي الذي كان سائدا في الجاهلية، وقد إتسمت من ناحية بالإكتفاء من الإسلام بالصلاة، والتخلص من الزكاة التي إعتبرتها هذه القبائل إتاوة يجب إلغاؤها.
في حين اتسمت من ناحية ثانية بالإرتداد كليا عن الإسلام كنظام سياسي، وليس إلى الوثنية التي ولت إلى غير رجعة، والالتفاف حول عدد من مدعي النبوة بدافع من العصبية القبلية ومنافسة قريش حول زعامة العرب.
التعليقات الأخيرة